“إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” الرعد : 11
تحدثنا في مقال سابق عن الفرص، ومن ثم عن بعض سبل صعود سلم النجاح، وفي الحقيقة أن أحد العوامل المساعدة الرئيسية التي تساعد على تحقيق الأهداف هي التغيير.
كل منا يريد تغيير حياته نحو الأفضل، والكل يريد الحصول على وظيفة مرموقة في شركة كبيرة، و زوجة صالحة مُلهمة لأبناء مبدعين، و أصدقاء لا غبار عليهم، و بيئة مثالية لا تتحطم أحلامنا على أسوارها!.
لكننا في المقابل، لم نُغادر الأرض التي نقف عليها ولم نتقدم للأمام، بل يجلس بعضنا حيث مكانه بدون أن يخطو خطوات صغيرة للأمام، ثم يدعي بأن واقعنا مُؤلم!.
وهنا تأتي أهمية التغيير، حيث أن هناك قواعد بسيطة يمكنها صنع فرق شاسع، لكنها بطبيعة الحال تحتاج إلى الإستعداد لبذل خطوات صغيرة نحو هذا التغيير، فالسماء لا تمطر ذهبا!
1- تقبل ذاتك
كثيراً ما يُراودنا أفكار سيئة عن أنفسنا، لماذا أنا؟.
لماذا لم تكن عائلتي غنية؟ لماذا لم أحصل على الوظيفة ببساطة؟ لماذا أرى آخرين أفضل مني؟ لماذا، ولماذا؟.
أفضل حل على الإطلاق هو أن تتقبل من أنت ومن تكون؟
لا تُزعج نفسك بأشياء لا سلطان لك عليها، فالله عز وجل خلقك لحكمة عظيمة، فإذا كنت تتمتع بالصحة والرشاقة فهناك من فقد أطرافه جميعها ومازال يتبادل الإبتسامات مع الآخرين، بينما أنت المُعافى تشكو وتتذمر؟!.
تقبل من أنت ومن تكون؟ وتقبل تلك الأمور التي لا يد لك بها بشكل مباشر ثم اجعلها نقطة انطلاق لك. هذه القاعدة الأولى.
2- مدرسة الحياة
طالما أن لديك قلباً ينبض، فإن هناك دروساً عليك تعلمها في الحياة، تقبلها بسعة صدر واستمتع بالرحلة، لا تعتقد بأن فشلك في الماضي يعني استمرارك في الفشل مدى الحياة، هناك نجاح وراء كل عقبة تُواجهك في الحياة، فقط عليك أن تُزيحها من أمامك وستكتشف بنفسك الروعة في جمال الطريق الذي تسير به، استمتع بفشلك لتفتح آفاق النجاح بداخلك.
3- النجاح يقود للنجاح
عندما تعبر النهر ستكتشف أرضاً خصبة بانتظارك، عليك فقط أن تُبلل قدميك في الماء وتعبر إلى الضفة الأخرى، النجاح سيقودك إلى نجاح آخر، وستستمر سلسلة نجاحاتك حتى تصل إلى النجاح الكبير الذي كنت تنشده في أوّل الطريق، لم تصل إليه بخطوة يتيمة، لقد تتطلب الأمر العشرات أو المئات أو الألوف من النجاحات الصغيرة حتى وصلت إلى قمة المجد.
4- اصنع حياتك
جمال حياتك ينبع من صناعتها، فإذا تدربت بما يكفي لتكون صانعاً ماهراً، فستكون حياتك مشرقة، فأنت من صنعها لنفسك، وإذا تكاسلت وقبلت بأي حياة فلا تتوقع أي شيء منها، انثر في طريقك بذور الخير للآخرين ووزع ابتساماتك الجميلة بدون مقابل، تحلى بأبهى صورة تحبّ أن ترى نفسك بها وأسعد الآخرين لتسعد بحياتك.
5- ثق بنفسك
لا تستخف أبداً بالشخص الذي تريد أن تكون عليه في المستقبل، اسأل جميع من سبقوك إلى القمة كيف وصلوا إلى هناك، بينما أنت ما زلت هنا؟ كيف فعلوها ولم تفعلها أنت؟!.
لقد كان عليهم أن يتخذوا قرارات حاسمة بشأن الحياة التي يبحثون عنها، لم يتهاونوا تجاه هوى النفس الذي يدعوهم للنوم لأطول مدة ممكنة، أو تأجيل الأعمال الملحة لأوقات غير أوقاتها فتضيع الفرص من أيديهم، لقد تعلموا أن يستيقظوا قبل شروق الشمس ومع شقشقة العصافير لينطلقوا بثقة لا نظير لها في اللحاق بأهدافهم والعمل على نجاحها.
ختاماً، هناك العديد من الأمور التي تساهم وتساعد في التغيير، لكن من وجهة نظري البسيطة، فإن أهمها هي أن نؤمن بأن التغيير هو أحد ثوابت الحياة وليس استثناءاً!
يقول الروائي الشهير باولو كويلو:
when we strive to become better than we are, everything around us becomes better too